قصص وحكايا

قصة عمر والكائن الفضائي فروفرو

كان هناك طفل اسمه عمر. كان عمر طفلا ذكيا ومتعلما. كان يحب القراءة والكتابة والحساب. كان يحب أيضا الرسم والغناء والرقص. كان عمر طفلا موهوبا ومبدعا.

لكن عمر كان لديه مشكلة. كان عمر طفلا خجولا ووحيدا. لم يكن لديه أصدقاء في المدرسة أو في الحي. كان يشعر بالحزن والملل. كان يتمنى أن يكون لديه صديق يلعب معه ويتحدث معه.

في أحد الأيام، كان عمر يجلس في غرفته ويقرأ كتابا عن الحيوانات. كان يحب الحيوانات كثيرا. كان يود أن يكون لديه حيوان أليف يعتني به ويحبه.

فجأة، سمع عمر صوتا خارج نافذته. كان صوتا مرتفعا وغريبا. كان صوتا يشبه نهيق الحمار وصفير القطار وزقزقة العصفور.

“ما هذا؟” تساءل عمر.

فتح عمر النافذة ونظر إلى الخارج. فوجئ بما رأى. رأى حيوانا لم ير مثله من قبل. كان حيوانا صغيرا ولطيفا. كان لديه جسم أخضر وشعر أزرق وأذنان حمراء. كان لديه عينان بنيتان وأنف أصفر وفم بنفسجي. كان لديه أربعة أقدام قصيرة وذيل طويل وجناحان صغيران.

“من أنت؟” سأل عمر.

“أنا فروفرو!” قال الحيوان بصوت مرح.

“فروفرو؟ ما هذا الاسم؟” سأل عمر.

“هذا اسمي! فروفرو! أحب اسمي! فروفرو!” قال الحيوان.

“ولكن ما هو نوعك؟ أنت حصان؟ أو قطار؟ أو عصفور؟” سأل عمر.

“لا! لست حصانا أو قطارا أو عصفورا! أنا فروفرو! فروفرو هو نوعي! فروفرو!” قال الحيوان.

“ولكن من أين جئت؟ من هي عائلتك؟” سأل عمر.

“لا أعلم! لست من هنا! جئت من بعيد! جئت من كوكب آخر! كوكب فروفرو!” قال الحيوان.

“كوكب فروفرو؟ هل هذا اسم حقيقي؟” سأل عمر.

“نعم! هذا اسم حقيقي! كوكب فروفرو هو كوكب جميل

“لا! لا أجوع! أنا فروفرو! فروفرو لا يأكل! فروفرو يتغذى على الضوء والموسيقى والحب!” قال الحيوان.

“الضوء والموسيقى والحب؟ هذه أشياء غريبة للتغذية عليها!” قال عمر.

“لا! هذه أشياء جميلة للتغذية عليها! هذه أشياء تجعل فروفرو سعيدا وصحيا وقويا!” قال الحيوان.

“حسنا، إذا كنت سعيدا وصحيا وقويا، فهذا جيد. لكن ماذا تفعل هنا؟ كيف وصلت إلى الأرض؟” سأل عمر.

“أنا هنا لأستكشف! أنا مغامر! أحب رؤية أشياء جديدة ومختلفة! وصلت إلى الأرض بواسطة سفينتي الفضائية!” قال الحيوان.

“سفينتك الفضائية؟ أين هي؟ هل يمكنني رؤيتها؟” سأل عمر.

“بالطبع يمكنك رؤيتها! هي هناك! في تلك الشجرة!” قال الحيوان وأشار بذيله إلى شجرة كبيرة في الحديقة.

“في تلك الشجرة؟ لكن كيف؟ لم أرها من قبل!” قال عمر.

“لأنها مخفية! سفينتي الفضائية تستطيع التخفي! تستطيع تغيير شكلها ولونها وحجمها! تستطيع أن تصبح مثل أي شيء! الآن هي مثل ثمرة في الشجرة!” قال الحيوان.

“ثمرة في الشجرة؟ أية ثمرة؟” سأل عمر.

“ثمرة حمراء ودائرية ولامعة! ثمرة تشبه التفاحة!” قال الحيوان.

“تشبه التفاحة؟ لكن هذه شجرة مانجو! لا تنمو فيها التفاحات!” قال عمر.

“لا تقلق! لن يلاحظ أحد! سفينتي الفضائية ذكية جدا!

“أنا أود أن تصبح صديقي!” قال عمر بحماس.

“أنا أيضا أود ذلك!” قال فروفرو بفرح.

“هل تود أن تدخل إلى غرفتي؟ لدي الكثير من الكتب والألعاب والأشياء الممتعة!” قال عمر.

“نعم! نعم! نعم! أود ذلك كثيرا!” قال فروفرو.

“حسنا، هيا بنا! لكن عليك أن تكون هادئا وسريا. لا أريد أن يراك أحد. لا أريد أن يأخذوك مني!” قال عمر.

“لا تقلق! سأكون هادئا وسريا! سأكون مثل الفأر!” قال فروفرو.

“حسنا، هيا بنا!” قال عمر وأمسك بفروفرو وحمله إلى غرفته.

وهكذا بدأت صداقة جديدة بين عمر وفروفرو. كانا يلعبان معًا ويتحدثان معًا ويضحكان معًا. كان عمر سعيدًا لأول مرة في حياته. كان فروفرو سعيدًا أيضًا. كان لديهما الكثير من المغامرات والمفاجآت. كانوا يستمتعون بوقتهم معًا.

وبعد فترة، قرر فروفرو أن يبقى مع عمر إلى الأبد. قال لسفينته الفضائية أن تذهب إلى كوكب فروفرو وتخبر عائلته أنه بخير وسعيد. قال لها أن تشكرهم على كل شيء وأن يحبهم دائمًا. قال لها أن تودعهم نيابة عنه.

وبعد ذلك، تحولت سفينته الفضائية إلى ثمرة حقيقية من التفاح. سقطت من الشجرة وارتطمت بالأرض. انفجرت بصوت عال وأصبحت غبارًا في الهواء.

ولم يلاحظ أحد شيئًا.

مقالات ذات صلة

قصة الملك وبرميل الذهبقصة سد سبأ العظيم
قصة الطائر الابيضقصة الذئب في جلد الخاروف
زر الذهاب إلى الأعلى